الصحة النفسية

أنفصام الشخصية (الفصام) – Schizophrenia

إن أنفصام الشخصية (الفصام) – Schizophrenia هو اضطراب عقلي خطير يؤثر على كيفية تفكير الفرد، ومشاعره، وسلوكه. يُعد أحد أكثر الأمراض النفسية تعقيدًا، حيث يتسم بفقدان الاتصال بالواقع والتشتت في الأفكار، والتخيلات الزائفة المعروفة بالهلاوس والوهم، بالإضافة إلى اضطرابات في التفكير والسلوك. تتراوح أعراضه من خلل في الإدراك إلى مشاكل في الحديث والتفاعل الاجتماعي.

يعد الفهم العام لأنفصام الشخصية تحديًا نظرًا لتعقيد أسبابه وتأثيراته المتفاوتة على الأفراد المصابين. يسبب هذا الاضطراب تأثيرًا كبيرًا على حياة المرضى وأسرهم، مما يتطلب الدعم الطبي والاجتماعي الشامل. في هذا المقال، سنتناول مفهوم أنفصام الشخصية بمزيد من التفصيل، بما في ذلك الأسباب المحتملة، والأعراض المميزة، والتشخيص، إلى جانب التدابير العلاجية والدعم الذي يمكن توفيره للمرضى وعائلاتهم. مصدر

ما هو أنفصام الشخصية (الفصام)

الفصام الذي يعرف بالفصام هو مرض نفسي حاد ومزمن يؤثر على تفكير الإنسان وإدراكه وسلوكه، مما يجعله يبدو منفصلا عن الواقع، كما يعاني من الأوهام والهلوسة واضطراب التفكير والسلوك الذي يعيق قدرته لتعمل. ومع المهام اليومية، فإنه يؤثر أيضًا على علاقاته الاجتماعية.

أقرأ أيضا: كيفية التخلص من التوتر في 5 دقائق؟ طرق طبيعية للتخلص من التوتر

ما الفرق بين الفصام والشخصيات المتعددة؟

هناك اعتقاد منتشر بين الكثيرين بأن مرضى الفصام يعانون من عدة شخصيات مختلفة، لكن هذا اعتقاد غير صحيح، حيث أن تعدد الشخصيات هو اضطراب نفسي مختلف يسمى اضطراب الهوية الانفصامية، وهو يتضمن معاناة المريض من فقدان الاتصال بين أفكاره والذكريات والمشاعر. تصرفاته وشعوره بالهوية، مما يؤدي إلى ظهور شخصيتين أو أكثر مختلفتين تتحكمان في تفكير الشخص المصاب وسلوكياته، ولكل منها هوية وعمر وعرق وجنس مختلف.

إقرأ أيضا:علاج الخوف والقلق فى 7 طرق فعالة

أسباب أنفصام الشخصية (الفصام)

لم تُعرف أسباب الفصام بشكل دقيق حتى الآن، لكن من المحتمل أن يحدث المرض نتيجة لعدة عوامل، منها:

  • الاستعداد الوراثي: يُعتقد أن العوامل الوراثية تلعب دورًا في الإصابة بالفصام، حيث يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالفصام إذا كان أحد والديه مصابًا به.
  • خلل في النواقل العصبية: قد يكون أحد أسباب الفصام هو خلل في بعض النواقل العصبية في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تؤثر على طريقة التفكير والسلوك.
  • التغيرات في بنية الدماغ: تم العثور على اختلاف في بنية الدماغ لدى بعض المرضى المصابين بالفصام.

ما هي عوامل الخطر لمرض انفصام الشخصية؟

هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالفصام، مثل:

  • تعرض الجنين للإصابة بالفيروسات أو التعرض للمواد الخطرة أو سوء التغذية خلال فترة الحمل.
  • تعاطي بعض أنواع المخدرات أو المواد المخدرة، مثل الأمفيتامين، أو الحشيش، أو الكوكايين
  • خلال فترة المراهقة أو بداية مرحلة الشباب.
  • كلما كان الأب أكبر سناً عند ولادة طفله، كلما زاد احتمال إصابة ابنه بالفصام.
  • التعرض للضغوط النفسية أو الصدمات.

أعراض أنفصام الشخصية (الفصام)

يؤثر الاضطراب الفصامي على الرجال والنساء في مختلف الأعمار. تظهر أعراض الفصام عادة لدى الرجال في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات، بينما تميل الأعراض لدى النساء إلى الظهور في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات.

إقرأ أيضا:اكتئاب ما بعد الولادة: الاعراض والاسباب والعلاج

أقرأ أيضا: كيفيه السيطره على التوتر النفسى و العصبى

الأعراض المبكرة لمرض أنفصام الشخصية (الفصام)

قد تظهر أعراض الفصام فجأة، ولكنها تبدأ تدريجيًا لدى معظم الأشخاص مع ظهور علامات تحذيرية تستمر لأشهر أو سنوات قبل أول نوبة فصامية حادة تحدث فيها أعراض ذهانية.

عادة ما يكون من الصعب ملاحظة علامات الفصام، لأنها تشبه التغيرات التي تحدث خلال فترة المراهقة.

يمكن أن تشمل أعراض الفصام لدى المراهقين في مراحله المبكرة ما يلي:

  • العزلة والانسحاب من العائلة والأصدقاء.
  • انخفاض الأداء الأكاديمي.
  • الاكتئاب ونقص الحافز.
  • تغيرات في المزاج.

أعراض أنفصام الشخصية (الفصام)

تختلف شدة أعراض الفصام ومدتها وتكرارها من شخص لآخر، وتشمل ما يلي:

الأعراض الإيجابية (الذهانية) لمرض أنفصام الشخصية (الفصام)

تشمل الأعراض الذهانية ما يلي:

  • الأوهام، وهي معتقدات خاطئة لا علاقة لها بالواقع.
  • الهلوسة، وهي رؤية أو سماع أشياء غير موجودة، وربما شم أو تذوق أشياء غريبة.
  • اضطرابات الكلام والسلوك والحركة.

الأعراض السلبية لمرض أنفصام الشخصية (الفصام)

تشمل الأعراض السلبية لمرض انفصام الشخصية ما يلي:

  • العزلة والانسحاب الاجتماعي.
  • قلة الإرادة للقيام بأبسط المهام.
  • صعوبة في التحدث.
  • الركود العاطفي، والذي يظهر في عدم الاستجابة والتفاعل مع الآخرين، وتجنب التواصل البصري، وعدم تغيير تعابير الوجه، والتحدث بنبرة ثابتة.

ما الفرق بين الذهان والفصام؟

ويشمل الفرق بين الفصام والذهان أن الذهان هو مجموعة من الأعراض التي تشمل الأوهام والهلوسة التي قد تترافق مع العديد من الحالات الطبية والنفسية، أو حالات أخرى مثل تعاطي المخدرات، أما الفصام فهو اضطراب نفسي يعاني فيه المصاب من العديد من الأعراض، بما في ذلك الأعراض الذهانية، بالإضافة إلى أعراض أخرى. سلبية ومعرفية.

إقرأ أيضا:التلصص الجنسي voyeurism علاجه وطرق الوقاية

أقرأ أيضا: علاج الخوف والقلق فى 7 طرق فعالة

علاج أنفصام الشخصية (الفصام)

الفصام هو اضطراب مزمن يستمر مدى الحياة، ولكن العلاج قد يساعد في تخفيف الأعراض، ومنع الانتكاس، وتجنب الحاجة إلى دخول المستشفى.

يشمل علاج الفصام ما يلي:

العلاج من الإدمان

تُعد مضادات الذهان من أشهر الأدوية المستخدمة لعلاج الفصام، ومن الأمثلة عليها ما يلي:

  • الأولانزابين (بالإنجليزية: Olanzapine).
  • الريسبيريدون (بالإنجليزية: Risperidone).
  • الكلوزابين (بالإنجليزية: Clozapine).
  • الهالوبيريدول (الإنجليزية: Haloperidol).

تتوفر بعض أدوية الفصام على شكل حقن عضلية طويلة المفعول تساعد المريض على الالتزام بالعلاج وتقليل الحاجة إلى دخول المستشفى.

يمكن أيضًا استخدام مضادات الاكتئاب، مثل باروكستين، لعلاج الأعراض السلبية لمرض انفصام الشخصية.

العلاج النفسي

يساهم العلاج النفسي، بالإضافة إلى الأدوية، في تعلم المهارات المفيدة في السيطرة على الأعراض، وتحسين العلاقات الاجتماعية، والتواصل مع الآخرين، ويتضمن ما يلي:

  • العلاج الفردي: يساعد العلاج السلوكي المعرفي، وهو أحد أنواع العلاج النفسي، في تغيير طريقة تفكير الشخص المصاب وتعلم طرق التعامل مع الأوهام والهلوسة.
  • العلاج الأسري: يهدف العلاج الأسري إلى توجيه الأسر حول كيفية التعامل مع مرضى الفصام وتقديم الدعم لهم.

يشمل علاج الفصام أيضًا تدريب مرضى الفصام على المهارات الاجتماعية والسعي لتحسين التواصل الاجتماعي من خلال مشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية، وكذلك التأهيل المهني وتشجيعهم على الحصول على الوظائف والحفاظ عليها.

قد تتطلب حالات الفصام الشديدة دخول المستشفى، وكذلك المرضى الذين لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم أو الذين حاولوا الانتحار.

كيف يمكن الوقاية من أنفصام الشخصية (الفصام)؟

لا توجد طريقة محددة للوقاية من الفصام، لكن اكتشاف المرض مبكرًا وخضوعه للعلاج يساعد على تجنب الانتكاس أو الحاجة إلى البقاء في المستشفى، كما يساهم في تحسين حياة الشخص وعلاقاته الأسرية والاجتماعية.

السابق
10 نصائح لزيادة الثقة فى النفس
التالي
أسباب نغزات الثدي للنساء وعلاجه