قصة الأمل: حياة جديدة بعد الظلام
في قرية نائية، عاشت فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا تدعى “سلمى”. عانت سلمى من ضعف البصر منذ طفولتها بسبب مرض نادر، جعلها ترى العالم كلوحة مغطاة بضباب كثيف. وعلى الرغم من ذلك، لم تفقد حبها للحياة.
كانت سلمى ذكية للغاية، وكان حلمها أن تصبح معلمة لمساعدة الأطفال في قريتها الصغيرة. لكن الظروف القاسية جعلت هذا يبدو مستحيلًا؛ حيث لم يتمكن والداها من تحمل تكاليف علاجها، وكانت المدرسة بعيدة جدًا عن المنزل، مما جعلها تتلقى تعليمها بشكل غير منتظم.
أقرأ أيضا: قصة من حكايات جحا 2024
في أحد الأيام، جاء طبيب شاب يدعى “إياد” إلى القرية ضمن حملة طبية تطوعية. التقى بسلمى واكتشف حالتها. وبعد الفحص الدقيق، أخبر والديها أن هناك عملية جراحية حديثة يمكن أن تعيد لها بصرها جزئيًا. لكن التكلفة كانت باهظة جدًا، مما جعل الأسرة تفقد الأمل.
لم يستسلم الدكتور إياد، وقرر مساعدة سلمى بأي وسيلة ممكنة. بدأ بجمع التبرعات من أصدقائه وزملائه في العمل، وشارك قصتها على وسائل التواصل الاجتماعي. انتشرت القصة بسرعة، وبدأت التبرعات تتدفق من الناس في جميع أنحاء البلاد.
بعد أشهر من الجهود، تم تأمين المال اللازم للعملية الجراحية. سافرت سلمى مع عائلتها إلى المدينة الكبرى، حيث أجريت العملية بنجاح. عندما أزال الطبيب الضمادات عن عينيها بعد بضعة أيام، كانت اللحظة مهيبة. لأول مرة منذ سنوات، تمكنت سلمى من رؤية وجه والدتها، ورأت الشمس تشرق باللون الذهبي.
إقرأ أيضا:قصة قصيرة فيها زمان ومكان وشخصيات ومشكلة وحلهالم تكن دموع الفرح كافية للتعبير عن مشاعرها. استعادت سلمى بصرها إلى حد كبير، وعادت إلى قريتها بتصميم أكبر لتحقيق حلمها. بفضل دعم المجتمع وحبها للتعلم، أكملت تعليمها، وبعد سنوات بدأت بتعليم أطفال قريتها القراءة والكتابة، وفتحت فصلًا دراسيًا صغيرًا بمساعدة المنظمات المحلية.
إقرأ أيضا:قصة قصيرة فيها زمان ومكان وشخصيات ومشكلة وحلهااليوم، لم تعد سلمى مجرد معلمة فحسب، بل أصبحت رمزًا للأمل والعزيمة، ودليلًا حيًا على أن الإيمان بالإنسانية والعمل الجماعي يمكن أن يغير حياة بأكملها. تلهم قصتها الجميع لتذكر أن لا شيء مستحيل مع الأمل والسعي لتحقيق الأحلام.