مرض الحصبة عند الأطفال هو مرض فيروسي شائع يصيب الأطفال وينتشر بسرعة خاصة بين الأطفال الصغار الذين لم يتلقوا التطعيم ضد هذا الفيروس، وتظهر الحصبة بأعراض حادة كالحمى والطفح الجلدي الأحمر المميز، وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها بشكل صحيح.
ومع انتشار العدوى بسهولة، أصبح من الضروري معرفة أعراض مرض الحصبة عند الأطفال وأسبابها وطرق العلاج الفعالة لها، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية للحد من انتشارها وضمان سلامة الأطفال.
في هذا المقال سنتحدث عن أعراض مرض الحصبة عند الأطفال وكيفية انتقالها وأحدث طرق العلاج والوقاية لضمان صحة الأطفال ومجتمعهم.
أقرأ أيضا: دليل شامل للأمهات لرفع الأهداف والمبادئ والأساليب الإيجابية لطفلك و أهم النصائح
ما هو مرض الحصبة عند الأطفال؟
مرض الحصبة عند الأطفال أو ما يعرف بالحصبة الألمانية هو مرض فيروسي حاد معدي يصيب الأطفال، وتعد الحصبة من أكثر الأمراض شيوعاً في مرحلة الطفولة بشكل خاص، ولكن يمكن أن تصيب الحصبة البالغين أيضاً. وتتراوح فترة حضانة المرض من عشرة إلى خمسة عشر يوماً. [1]
بعد شفاء الشخص من مرض الحصبة يكتسب مناعة ضد مرض الحصبة مدى الحياة، أي أنه لن يصاب بهذا المرض مرة أخرى.
ماهى أنواع مرض الحصبة عند الأطفال؟
هناك نوعان رئيسيان من مرض الحصبة عند الأطفال، وهما:
إقرأ أيضا:نظام غذائي متوازن للأطفال: صحة أفضل لأبنائك- الحصبة العادية (بالإنجليزية: Measles) يسببها فيروس الروبيولا (بالإنجليزية: Rubeola Virus).
- الحصبة الألمانية أو الحصبة الألمانية: تحدث بسبب الإصابة بفيروس الحصبة الألمانية أو فيروس الحصبة الألمانية، وهي غير معدية، وأعراضها أقل حدة من أعراض الحصبة العادية، ولكنها خطيرة إذا أصابت المرأة الحامل، كما أنها تشكل خطراً على الجنين إذا أصيبت الأم أثناء الحمل، ولكن من الجدير بالذكر أن لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية يحتوي على لقاح يحمي من الإصابة بكلا النوعين من الحصبة.
الفرق بين مرض الحصبة عند الأطفال والحساسية
الفرق بين مرض الحصبة عند الأطفال والحساسية يكمن في الآتي: [2]
- عادة ما تسبب الحصبة طفح جلدي أحمر على الجسم قد يكون مزعجاً، لكنها لا تسبب الحكة مثل الحساسية.
- الحساسية لا تسبب الحمى، بينما أعراض الحصبة تسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الحصبة لا تتكرر، ولكن يمكن أن تتكرر الحساسية والطفح الجلدي.
أعراض مرض الحصبة عند الأطفال
عادة لا تختلف أعراض مرض الحصبة عند الأطفال وعند الرضع عن أعراض الحصبة عند البالغين.
تتضمن أعراض مرض الحصبة عند الأطفال: [3]
- ارتفاع درجة الحرارة لمدة ثلاثة أيام.
- نزلة برد شديدة وسيلان الأنف.
- سعال جاف.
- التهاب الحلق.
- احمرار وحرقان في العينين.
- ألم عضلي.
في نهاية اليوم الثالث تظهر بقع بيضاء داخل الفم وعلى اللسان تشبه حبات الملح (بالإنجليزية: Koplik’s Spots).
إقرأ أيضا:كيف تطور علاقتك مع طفلك..اليك بعض النصائح لتطوير العلاقه مع طفلكفي اليومين الرابع والخامس يظهر طفح جلدي أحمر وهو أكثر أعراض الحصبة شيوعاً. يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر إلى الوجه ثم الجذع وأخيراً يغطي باقي الجسم. وقد يستمر هذا الطفح الجلدي لمدة 7 أيام ويختفي عادة بعد 14 يوماً من التعرض للفيروس.
عادة ما تستمر أعراض الحصبة لفترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام.
ماهى أسباب مرض الحصبة عند الأطفال؟
كما ذكرنا سابقاً فإن الحصبة العادية تحدث نتيجة الإصابة بفيروس الحصبة الحمراء، لذا رداً على سؤال ما إذا كانت الحصبة معدية، فإن هذا الفيروس قد ينتقل عن طريق الرذاذ من الأنف والفم، عندما يعطس أو يسعل المصاب.
حيث تتمثل أسباب مرض الحصبة عند الأطفال في انتقال العدوى من المصاب إلى الآخرين عن طريق هذه الرذاذ، إما بشكل مباشر، مثل استنشاق شخص سليم لهذه الرذاذ من المصاب، أو ملامسة شخص سليم للأسطح الملوثة بهذا الفيروس، ثم وضع يده في فمه أو أنفه، حيث يعيش الفيروس على الأسطح لعدة ساعات.
وتزداد فرص الإصابة بالحصبة عند الأطفال المصابين بنقص المناعة وعند السفر إلى منطقة ينتشر فيها المرض.
ومن الجدير بالذكر أن المصاب يكون معدياً للأشخاص الآخرين من حوله قبل خمسة أيام من ظهور أي من أعراض الحصبة وخمسة أيام أخرى بعد ظهورها. [4]
إقرأ أيضا:دليل شامل للأمهات لرفع الأهداف والمبادئ والأساليب الإيجابية لطفلك و أهم النصائحماهو علاج مرض الحصبة عند الأطفال؟
لا يوجد علاج محدد لمرض الحصبة عند الأطفال، وعلى عكس الأمراض البكتيرية، لا تستجيب العدوى الفيروسية للمضادات الحيوية. وتختفي أعراض الحصبة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ولكن يمكن للمريض تناول جرعة وقائية في حالة التعرض للفيروس، للوقاية من العدوى أو لتقليل شدة الحالة. يتم إعطاء لقاح الحصبة بعد 72 ساعة من التعرض للفيروس، أو قد يتم إعطاء جرعة من الجلوبيولين المناعي بعد 6 أيام من التعرض للفيروس.
بعد الإصابة، يوصي الطبيب بالعلاجات التالية التي تخفف من شدة الأعراض عند الأطفال والبالغين: [5]
- تناول الباراسيتامول للسيطرة على الحمى.
- استخدام مستحضر مضاد للحكة مثل مضادات الهيستامين.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة لتقوية جهاز المناعة.
- شرب كمية كافية من السوائل.
- استخدام أجهزة الترطيب لتخفيف السعال والتهاب الحلق.
- تناول فيتامين أ كمكمل غذائي. فقد وجد أن تناول فيتامين أ من قبل المريض يقلل من شدة المرض واحتمال الوفاة بسبب مضاعفات المرض.
كيف يمكن الوقاية من مرض الحصبة عند الأطفال؟
يمكن الوقاية من مرض الحصبة بأخذ اللقاح الذي يتكون من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR Vaccine)، وهو من اللقاحات الأساسية في كافة دول العالم، ويعطى للطفل في نهاية السنة الأولى من العمر.
يعطى هذا اللقاح على جرعتين، الأولى عندما يكون عمر الطفل بين 12 و15 شهراً، والثانية قبل دخول الطفل إلى المدرسة، أي في سن 4 إلى 6 سنوات. وفي بعض الحالات قد ينصح بأخذ اللقاح قبل سن 12 شهراً، أو حتى قبل 6 أشهر، في الحالات التي وصل فيها انتشار المرض إلى مراحل خطيرة.
ومن الجدير بالذكر أن المرأة الحامل أو التي تخطط للحمل لا يجب أن تأخذ اللقاح، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من حساسية الجيلاتين، أو المضاد الحيوي نيومايسين. يُنصح باستشارة الطبيب قبل أخذ اللقاح للأشخاص الذين قد يكون جهازهم المناعي معرضًا للخطر، مثل وجود حالة طبية، أو تلقي علاج لحالة طبية. [6]
ما هى مضاعفات مرض الحصبة عند الأطفال؟
من المضاعفات المحتملة لمرض الحصبة عند الأطفال:
- التهاب الأذن الوسطى، والذي قد يسبب ألماً في الأذن.
- التهاب القصيبات الهوائية أو الالتهاب الرئوي.
- التهاب الدماغ.
- الإسهال والقيء، والذي قد يسبب الجفاف.
- التهاب الملتحمة.
- النوبات الناتجة عن الحمى.
هل الحصبة معدية للحامل؟
نعم، يمكن للحصبة أن تسبب العدوى للحامل إذا لم يتم تطعيمها. أما فيما يتعلق بما إذا كانت الحصبة تؤثر على الجنين، فالجواب هو نعم. إذا أصيبت الحامل بالحصبة، فقد يزيد خطر الإصابة بالمضاعفات التالية: [7]
- الإجهاض.
- الولادة المبكرة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
لذلك، يجب على المرأة الحامل اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب الإصابة، وذلك بتجنب الأماكن المزدحمة وعدم التعامل مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة والطفح الجلدي.
وفي الختام، فإن رض الحصبة عند الأطفال مرض فيروسي خطير يتطلب اهتماماً خاصاً من الأهل والمجتمع، ورغم خطورة هذا المرض وانتشاره السريع إلا أنه يمكن الوقاية منه إلى حد كبير من خلال الالتزام بالتطعيم، وهو إجراء فعال وآمن لحماية الأطفال، كما أن الوعي بالأعراض والعلاج يساعد في تقليل المضاعفات وزيادة فرص الشفاء، لذلك فإن التثقيف الصحي حول مرض الحصبة ونشر الوعي بأهمية التطعيم يظل من أهم الوسائل للحفاظ على صحة الأطفال وضمان مستقبل صحي للأجيال القادمة.