مدن عربية

مدينة براقش الأثرية القديمة من أبرز الجواهر التاريخية في اليمن

تعد مدينة براقش الأثرية القديمة من أبرز الجواهر التاريخية في اليمن، وهي شاهد على عظمة الحضارات القديمة التي ازدهرت في شبه الجزيرة العربية. تقع براقش في قلب محافظة الجوف.

وتحيط بها الكثبان الرملية والسهول الخصبة، مما جعلها مركزًا ثقافيًا وتجاريًا بارزًا في العصور القديمة. تحكي براقش بأسوارها المحصنة ومعابدها الفريدة قصة حضارة السبئيين التي أثرت بعمق في تاريخ وتراث اليمن. في هذا المقال نستعرض جمال هذه المدينة وأهميتها التاريخية، ونكشف عن الكنوز الأثرية التي لا تزال تدهش الزائرين والباحثين حتى يومنا هذا.

أقرأ أيضا: مدينة مطماطة التونسية: كل ما تريد معرفته

مدينة براقش

مدينة براقش في محافظة الجوف عرفت في نقوش المسند اليمنية القديمة باسم “يثيل” ويرجع تاريخها إلى 1000 سنة قبل الميلاد أي قبل 3024 سنة.

أعاد السبئيون بناء سور مدينة براقش الذي يبلغ ارتفاعه 14 متراً والذي لا يزال الكثير منه ظاهراً حتى اليوم والذي يتألف من 57 برجاً وبوابتين وذلك في القرن الخامس قبل الميلاد وشهدت عصرها الذهبي في القرن الرابع قبل الميلاد عندما اتخذها المعينيون عاصمة لهم.

سيطر السبئيون على المدينة نفسها في القرن السادس قبل الميلاد وقد ورد ذكرها في نقش المكرب “يث أمر وطر” في إشارة إلى تمرد في المدينة.

كانت مدينة براقش العاصمة الدينية لمملكة معين حوالي عام 400 قبل الميلاد وتقع إلى الجنوب من مديرية آل خلف على بعد خمسة كيلومترات تقريباً. بنيت هذه المدينة مثل باقي المدن القديمة على تلال صناعية محاطة بأسوار عظيمة ومحصنة وأبراج للحماية والمراقبة من كافة الاتجاهات.

إقرأ أيضا:مدينة البتراء: معلومات مهمة لم تكن تعرفها من قبل

ذكر سترابو اسم هذه المدينة ضمن المدن التي احتلها القائد أليس غاليوس أحد قادة الإمبراطور الروماني أغسطس خلال حملته العسكرية على أرض اليمن السعيد بين عامي 25-24 ق.م. خاصة وأن مدينة براقش كانت تعيش فترة تراجع وضعف في ذلك الوقت بعد أن وقعت تحت سيطرة البدو الرحل.

أما فترة ازدهار مدينة براقش القديمة كما تذكر الفترة التاريخية فهي على الأرجح تعود إلى الفترة ما بين بداية القرن السابع ونهاية القرن السادس ق.م.

قبل انقلاب مليشيات الحوثي الإرهابية وسيطرتها عليها كانت مدينة براقش تعتبر أفضل من غيرها من مدن وآثار الجوف القديمة حيث كانت آثارها لا تزال ظاهرة للعيان ولم تتعرض للحفر العشوائي والتخريب إلى حد كبير كغيرها من المدن القديمة.

تعد براقش من المدن المهمة، نظراً لوقوعها على طريق القوافل التجارية المحملة بالعطور والبخور والتوابل، والتي تحملها إلى مدينة الشام عبر هذه المدينة.

إن سور مدينة براقش الشامخ وموقعها الفريد في صحراء الجوف جعل المدينة جوهرة الآثار ليس في اليمن فحسب، بل وفي الشرق الأدنى القديم بأكمله.

كانت براقش، بالإضافة إلى كونها العاصمة الدينية لمملكة معين، محطة استراحة للقوافل القادمة من الهند المحملة بالبخور والعطور، حيث كانت هذه القوافل تنقل العطور والروائح والتوابل إلى سوريا ومصر.

وتعتبر مدينة براقش الأثرية والتاريخية أو يثيل المحطة الأخيرة في اليمن لهذه القوافل.

إقرأ أيضا:مدينة القدس: معلومات لم تكن تعرفها من قبل

ونظراً لأهمية هذه المدينة فقد قامت البعثة الإيطالية بين عامي (1990-1992م) بأعمال تنقيب أثرية برئاسة البروفيسور اليساندرو دي ميجرا للكشف عن المعبد الرئيسي لهذه المدينة المعروف بمعبد الإله نقرة حامي هذه المدينة، كما قامت البعثة الإيطالية بترميم هذا المعبد الفريد خلال عامي (2003-2004م).

ويعتبر معبد “نقرة” من المعابد ذات الطراز المعماري المميز لمعابد معين حيث تضم هياكله الجزء الأكبر منه على قاعدة كبيرة مغطاة بسقف يرتكز عليها، كما ظهر هذا النموذج من المعابد في حضرموت في مدينة ريبون ومكينون وفي أثيوبيا، وهو من المعابد الجميلة والمتكاملة والتي سيكون لها دور كبير في الترويج السياحي لهذه المحافظة الواعدة إذا ما تم استغلالها بالشكل الصحيح.

ورصدت العديد من تقارير منظمات المجتمع المدني قيام ميليشيات الحوثي بتحويل مدينة براقش خلال سيطرتها عليها إلى مركز لانطلاق عملياتها العسكرية، وتدمير معظم معالمها التاريخية وأجزاء من سورها وتحطيم بعض النقوش الموثقة للدولة المعينية.

وجاء في تقرير ميداني لفريق لجنة التحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في محافظتي مأرب والجوف خلال عامي 2014 و2015 أن “الحوثيين حولوا براقش إلى ثكنة عسكرية، وأقاموا سجوناً للمواطنين، وحولوا أيضاً مبانيها التاريخية إلى خنادق ومتاريس وسجون قضى فيها العديد من المواطنين تحت التعذيب.

كما وثق الفريق شهادات عدد من السكان المحليين لمدينة براقش الأثرية حول قصف المدينة واحتلالها والعبث بمحتوياتها ومعالمها التاريخية، والإضرار بهويتها التاريخية والثقافية التي تعتبر تراثاً إنسانياً للعالم أجمع.

إقرأ أيضا:ورزازات المغربية: جوهرة المغرب وسحر الجنوب

وأخيراً، لا بد من الاعتراف بأن محافظة الجوف بشكل عام، ورغم تميزها عن المحافظات اليمنية، وأيضاً عن مدن شبه الجزيرة العربية بشكل عام، لم تحظ بنصيبها من الاهتمام، والدليل على ذلك عدم وجود أي حفريات أثرية منظمة علمياً في مواقعها الأثرية المختلفة، باستثناء العديد من الحفريات الليلية العشوائية التي قام بها لصوص الآثار وباستثناء حفرية علمية منظمة واحدة قام بها المعهد الهندي للآثار. مصدر

صور مدينة براقش

تم إنشاء صورة تعبر عن مدينة براقش الأثرية في اليمن، حيث تظهر جدرانها الحجرية التاريخية وبواباتها القديمة مع المعابد التي تجسد عظمتها الحضارية.

تم إنشاء صورة خياليه تعبر عن مدينة براقش الأثرية في اليمن، حيث تظهر جدرانها الحجرية التاريخية وبواباتها القديمة مع المعابد التي تجسد عظمتها الحضارية.

مدينة براقش الأثرية القديمة من أبرز الجواهر التاريخية في اليمن

مدينة براقش الأثرية القديمة من أبرز الجواهر التاريخية في اليمن

مدينة براقش الأثرية القديمة من أبرز الجواهر التاريخية في اليمن

السابق
أهم علامات الحمل في الشهر الثالث تعرفى عليها
التالي
عشبة الزيزفون: فوائدها وأضرارها وكيفية الاستخدام