قصة الحمار الكذاب
خرجت البقرة السودَاء من بيتها في صَباح أحد الأيام وراحَت تتمشى بسعادة في أرجاء المزرعة وهي تمتع ناظريها بجمال الزّهور والرياحين ، وبينما كانت تسير فوجئت بمجْمُوعة من حبوب القمح ملقاة على الأرض ، فأخذت تجمَع الحبوب وهي تقول لنفسها بسعادة ، سآخذ هذا القمح إلى أصدقائي ، ونشترك معا في تناول وَجبة شهيّة .
انتهت البقرة من جمع الحبوب ، وانطلقت تُنادي أصدقاءها من الحيوانات .
اجْتَمَعت حَيوانات المزرعة حَوْلَ البقرة فسألها الحصان :
ماذا هناك أيّتها البقرة ؟ لماذا جمعتنا ؟ فأجابته البقرة : انظرْ مَاذا وَجَدت..
لقد عثرَث عَلى هذا القمح.. ما رَأَيكُمْ أن نشترك في أكله ؟ .
ضحكت الدجاجة بصوت مرتفع ، وقالت للبقرة : أيعقل هذا يا عزيزتي !!
كيف لنا نحن الحيوانات بعددنا الكبير أن نشترك بتناول بضع حبات من القمح ؟ إنها لا تكاد تشبع واحدا منا !
فوجئت البقرة بكلام الدجاجة ، ونظرت إلى حبات القمح بتمعن ثم قالت :
معك حق أيتها الدجاجة . كيف غاب عن ذهني أن عدد حبات القمح قليل ، وهي بالفعل لا تكفي واحدا منا ؟ .
فقال الحصان : لدي فكرة جيدة ، ما رأيكم أن تساعدوني في زراعة هذه الحبوب ثم نعتني بها حتى تنمو وتصبح سنابل كبيرة فنقوم بحصادها وبذالك يصبح لدينا عدد كبير من حبات القمح تكفينا جميعا .
إقرأ أيضا:قصة الغراب العطشان للاطفالقال الخروف : فكرة رائعة : أليس كذلك يا أصدقاء ؟. أيّدَ الجميع فكرة الجصان ، وانطلقوا يزرعُون حبوب القمح بهمة ونشاط .
وبَعْدَ أن انتهوا من زراعة الحبوب و سقایتها قال الحمار : ألا ينبغي أن نقومَ بحراسة الحبوب لکیلا يقومَ أحد بأكلها ، أو العبث بها بَعْدَ أن تنمو ؟؟.
أجاب الديك : لا أظنّ ذلك ضروري فالمكان هنا آمن .
وليس هناك من قد يفعل ذلك ، فواقق الجميع على كلام الديك وانطلق كل إلى بيته .
قصة الحمار الكذاب
مرّت الأيام ونمت سنابل القمح وكانَ الجميع يتساعَدُونَ بسقايتها والاعتناء بها .
وَبَینَما کانَ الحمَار يتمشی قرب سنابل القمح الخضراء شعر بجوع شديد فقال لنفسه :
لا أعتقد أنّ نقصان سنبلة أو اثنتين سيسبب أي إزعاج لأصدقائي .
واقترب من السنابل والتهم اثنتين منها ، ولكنه لم يشعر بالشبع ، فأكل اثنتين أخريين وقال في نفسه :
لم أزل جائعا ولا اظن أن أحدا سيلاحظ فقدها حتى لو أكلت عشر سنابل ، واقترب من السنابل وأخذ يأكلها بنهم شديد .
وذهبت الدجاجة والبقرة للاعتناء بالسنابل ، ففوجئتا بھا وقد اختفت تماما ، فصرخت البقرة بدهشة كبيرة :
إقرأ أيضا:وفاء الكلب العجوز للاطفالأین اختفت سنابل القمح ؟!! .
فأجابتها الدجَاجَة : لا أدري ، تعالي نخبر الحصان بما رأينا فربما كان يعلم شيئا عن الأمر .
انطلقت الاثنتان إلى بيت الحصان بسرعة وأخبَرَتهُ البقرة بما رأت ، فدهش الحصان لكلام البقرة .
قال الحصان : عَلَيْنَا أَن نجمع الحيوانات بسرعة… وبعدَ مَدّة قصيرَة كانت جميع حيوانات المزرعة تجتمع أمَامَ بيت الحصان فأخبرهم الحصان بما حدث لسنابل القمح .
وقال : إنّ السنابل لا يمكن أن تختفي وحدها فلا بُد أن يكون هناك من قام بأكلها وعلى الفاعل أن يعترف فورا .
صمتت الحيوانات كلها ولم يتكلم أحد ، وبعد فترة قصيرة تقدم الحمار وقال :
أنا أعرف من الفاعل ! .
عندما کنت أسیر قرب حقل القمح هذا اليوم ، رأیت الخروف وهو یأکل سنابل القمح ، فنظر الجميع إلى الخروف نظرة كلها شك واتهام ، فشعر الخروف بالارتباك ، وبدأ يقسم أنه لم يفعل ذلك .
فقال له الحمار بثقة : كفاك كذبا أيها الخروف لقد رأيتك بعيني وأنت تأكلها ..
قصة الحمار الكذاب
أسرع الخروف إلى بيتهِ حزينا باكيا ، وقد قررت الحيوانات مقاطعته جزاء له على كذبه وخيانته ، وانطلق الحمار إلى بيته سعيدا بأنّ أحدا لم يكتشف حقيقة الأمر .
إقرأ أيضا:قصة الأميرة الصغيرة والببغاء الجميل للاطفالوما إن دخل بيته حتى بدأ يضحك بصوت مرتفع ويقول :
مسكين أيها الخروف ، لقد أصبحت أنت المتهم بذنب لم تفعله ، أما أنا فلن يشك أحد بأني الفاعل .
ثم راح يضحك بشدة .
فى هذه الأثناء كان الحصان والبقرة یسیران قرب بیت الحمار فسمعا کلامه وأدركا حقيقة الامر .
فأسرعا وأخبرا بقية الحيوانات بما سمعا ثم انطلق الجميع إلى بيت الخروف وقالو له :
نعتذر بشدة أيها الخروف ، فقد شككنا بك ولم نصدق كلامك . ولكن الحمار خدعنا جميعا وعلينا أن نعاقبه على كذبه .
ثم توجه الجميع إلى بیت الحمار ..
فوجیء الحمار لرؤية الحيوانات أمام بيته !..
قال الحصان : لقد سمعنا کلامك مع نفسك أیها الحمار . وعلمنا أنك الفاعل وأنك اتهمت الحروف كذبا .
فلم يكن أمام الحمار إلا أن يعترف بما فعل ، وقال للحيوانات : أرجوكم سامحوني ، لن أكرر فعلتي هذه مرة ثانیة .
فقالت له البقرة : لو أنك اعترفت بذنبك بادىء الأمر ولم تتهم الخروف لسامحناك ،
ولكنك كذبت علينا وخدعتنا ، انصرف من المزرعة فلا مكان للخائنين والكاذبين بيننا ! .
حاول الحمار طلب الصفح من الحيوانات ولكن دون فائدة فغادر المزرعة حزينا نادما ،
وقد علم أنّ الكذب يوصل إلى المهالك . وأنّ الصدق طريق النجاة والأمان .