القلق النفسي هو تجربة شائعة تؤثر على العديد من الأفراد بطرق متعددة، وقد يصبح عائقًا كبيرًا في حياة الشخص إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب. يتميز القلق النفسي بإحساس دائم بالتوتر والقلق، والذي يمكن أن يتراوح من مشاعر عدم الراحة الطفيفة إلى حالات من الذعر المكثف التي تؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية. مصدر
تتنوع أعراض القلق النفسي بشكل كبير، حيث قد تشمل مشاعر عدم الاطمئنان المستمر، التعرق الزائد، تسارع نبضات القلب، والاضطرابات في النوم أو التركيز. قد يشعر الشخص أيضًا بآلام عضلية أو اضطرابات في الجهاز الهضمي، مما يعكس تأثير القلق النفسي على الجسم بطرق متعددة.
تتعدد أسباب القلق النفسي وتتنوع، بدءًا من التوترات اليومية، مرورًا بالضغوطات الحياتية، وصولاً إلى التجارب الصادمة والمشكلات العائلية أو المهنية. وبالتالي، يصبح من الضروري التعرف على أعراض القلق النفسي لفهم كيفية التعامل معها بفعالية.
في هذا المقال، سنستعرض أبرز أعراض القلق النفسي وكيفية تمييزها، بالإضافة إلى استعراض مجموعة من الطرق العلاجية التي تشمل التدخلات النفسية، العلاج الدوائي، وتقنيات الاسترخاء. سنتناول أيضًا استراتيجيات فعالة لمساعدة الأفراد على إدارة القلق النفسي والتعامل معه بطرق تساهم في تحسين نوعية حياتهم وتعزيز رفاهيتهم العامة.
أقرأ أيضا: كيفية التخلص من التوتر في 5 دقائق؟ طرق طبيعية للتخلص من التوتر
إقرأ أيضا:التغلب على الكسل: تعرف على افضل 7 طرق منطقيه وفعالهأعراض القلق النفسي
في المراحل المبكرة من تشخيص حالات القلق النفسي، يظهر على المريض عدة أعراض نفسية وجسدية، ولكنها قد تتشابه في تشخيصها مع أمراض مثل الاكتئاب أو الفصام، لذلك يجب على المريض أو من حوله التوجه سريعاً إلى المعالج النفسي لتشخيص الحالة وفقاً للأعراض التالية للحفاظ على الصحة النفسية والعقلية للمريض، وسلامته بشكل عام.
1- فقدان التركيز
نتيجة لانشغال العقل الباطن والواعي بالإطار الذي قد يحدث، أو المشاكل التي حدثت من قبل الانشغال بالبيئة المحيطة أو ما قد يتطلب التركيز كالعمل أو الدراسة.
2- الأرق واضطرابات النوم
بسبب القلق النفسي والتفكير الدائم في الحاضر أو المستقبل، يخلق العقل الباطن أوهاماً وأخطاء غير حقيقية قد تؤدي إلى مزيد من الاضطراب لمريض القلق النفسي.
3- التعرق المفرط
نتيجة لاضطراب في العصب المهادي بسبب ارتفاع معدلات القلق النفسي عن المعتاد، يحدث التعرق المفرط ويظهر في الأطراف بشكل عام، وخاصة في راحة اليد.
4- الضعف العام
يؤثر القلق النفسي على حالة الجسم بشكل عام بما في ذلك الحالة الجسدية، نتيجة اختلال معدلات الشهية والتأثير الهرموني، تحدث حالة من الضعف العام للجسم.
5- اضطرابات الجهاز الهضمي
هناك أكثر من دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية تفيد بأن أكثر من 70% من أمراض المعدة مرتبطة بالتوتر والعصبية، ونتيجة للضغوط والاضطرابات النفسية؛ لذا فإن من الأعراض المباشرة للتوتر اضطرابات الجهاز الهضمي بشكل عام والمعدة بشكل خاص.
إقرأ أيضا:ما هو الجاثوم.. أسبابه وعلاجه والوقاية منه6- سرعة ضربات القلب
من أخطر أعراض القلق المرضي زيادة معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي، وبالتالي التأثير على الدورة الدموية والشرايين بشكل عام.
طرق علاج القلق
كما ذكرنا فإن القلق النفسي والتوتر يمكن أن يضر بشكل مباشر بالحالة النفسية والجسدية، حيث تبدأ الأمراض الناتجة عن القلق من ارتفاع ضغط الدم إلى أمراض المعدة إلى الاكتئاب الشديد والاضطراب ثنائي القطب. لذلك سوف نرصد عدة طرق لمكافحة القلق المرضي.
1- ممارسة هواية
قد يكون التوتر ناتجاً عن الفراغ والانشغال بالتفكير، ولكن إذا انشغلنا بهواية معينة كالموسيقى أو القراءة فإننا بذلك نسمح لعقلنا بالتركيز على أشياء أخرى غير تلك التي قد تسبب له أذى نفسياً.
2- تنفس جيدا
التنفس بعمق وهدوء قد يقلل من مستويات التوتر، خذ نفسا إذا شعرت بالتوتر ثم احبسه لمدة خمس ثوان ثم ازفر مع التركيز على الهواء الذي يخرج معه الطاقة السلبية، يجب الحرص على التركيز وتهدئة تنفسك ومعدلاته للسيطرة على القلق ونوبات التوتر.
3- احرص على الابتسام
الابتسامة هدية مجانية للجميع، وهي أقل ما يمكن أن نقدمه للعالم إذا تفاعلنا معها. فالابتسامة تؤثر على مستويات الطاقة الإيجابية وتزيد من الشعور بالرضا لدى الفرد. وبدء اليوم بابتسامة هو من أنجح البدايات.
إقرأ أيضا:طرق للتعامل مع القلق والتوقف عنه4- الشعور بالامتنان
من لحظة استيقاظنا حتى ذهابنا إلى النوم ننعم بأشياء كثيرة، فنحمد الله على ما أنعم علينا به من مسكن آمن، وصحة وعافية الجسد، وكل هذه النعم وحمد الله عليها تخلق فينا شعوراً بالرضا وتجعلنا في حالة من السلام النفسي.
5- تقبل الأمور
إن تقبل الأمور كما هي، مع العلم أننا غير قادرين على تغييرها، قد يقلل من مستويات التوتر والقلق النفسي لدينا، لذلك يجب أن نضع في اعتبارنا أن هناك أشياء قد تحدث دون تدخل منا، ويجب أن نقبلها كما هي.
أقرأ أيضا: كيفيه السيطره على التوتر النفسى و العصبى
القلق الصحي والقلق المرضي
نتيجة لاختلاف أسباب القلق بين كل فرد وآخر، واختلاف ردود أفعال الأشخاص تجاهه، فمن الممكن تقسيم القلق إلى نوعين: القلق الصحي والقلق المرضي، وذلك بناءً على استجابة الأفراد للقلق والمشاكل النفسية والجسدية الناتجة عنه.
1- القلق المرضي
وهو النوع الذي قد يؤدي إلى الأمراض النفسية والعصبية التي ذكرناها سابقاً، ويحدث ذلك دون أي تأثير خارجي فقط بسبب الهواجس الداخلية، أو الخوف من شيء غير ملموس أو مادي، أو تذكر ذكريات قديمة ومؤلمة طوال الوقت، مما يؤدي إلى تشتت التركيز، وإهدار الطاقة في الجدالات الفكرية، ويجب ملاحظة هذا النوع سريعاً سواء من قبل المريض نفسه أو من قبل المحيطين به للبدء بالعلاج النفسي أو السلوكي للسيطرة على تفاقم هذه الحالة.
2- القلق الصحي
هو النوع الذي ينتج عن وجود خطر حقيقي أو مصدر خارجي يسبب القلق، وليس بسبب أفكار الشخص أو هواجسه الداخلية. وهذا النوع يؤكد قدرة الشخص على التواصل بشكل سليم، وقد يكون دليلاً على صحته النفسية، فهو لا يكون خمولاً، أو هادئاً في حالة الخطر.
فمثلاً في حالة هجوم حيوان على شخص، أو في حالة الضرب، فإن رد الفعل الطبيعي سيكون الشعور بالقلق والخطر الذي يتبعه، وإذا كان الأمر خلاف ذلك، فلا بد من التشكيك في الصحة النفسية للفرد.